للبيت المسلم مثالاً عز أن يتكرر، وقلَّ أن يوجد نظيره، لقد ضربت أسماء رضي الله عنها بهذه المواقف لنساء وبنات المسلمين مثلاً هن في أمس الحاجة إلى الاقتداء به والنسج على منواله (?).
2 - صلة أسماء لأمها المشركة: عن أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنها قالت: قدمت أمي وهي مشركة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستفتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال: «نعم، صلي أمك» (?)، قال ابن حجر: وفي قولها: وهي راغبة أقوال، والذي عليه الجمهور من هذه الأقوال أنها قدمت طالبة من بر ابنتها لها، خائفة من ردها إياها خائبة. وفي هذا الحديث من الفوائد ما ذكره الخطابي: إن الرحم الكافرة توصل بالمال ونحوه كما توصل المسلمة (?). وقد قال تعالى: "لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ -
إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" [الممتحنة: 8، 9]. وهاتان الآيتان رخصة في الذين لم ينصبوا الحرب للمسلمين، وجواز برهم، وإن كانت الموالاة منقطعة (?).
3 - شجاعتها وجهادها في اليرموك مع زوجها: وأما شجاعتها وجراءتها وجهادها في سبيل الله، فأمر يفوق الخيال؛ فمن ذلك خروجها مع الجيش يوم اليرموك، فلقد شهدت اليرموك مع زوجها الزبير وابنها عبد الله (?). ومن شجاعتها استعدادُها التام لمواجهة اللصوص الذين كثروا في يوم من الأيام بالمدينة، عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء بنت أبى بكر اتخذت خنجرًا للصوص زمن سعيد بن العاص - أي في زمن إمارته المدينة - وكانوا قد كثروا في المدينة، فكانت تجعله تحت رأسها (?).
4 - علاقتها بالقرآن الكريم: كانت رضي الله عنها قد تربت على كتاب الله وهدى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإليك هذه الصورة المشرقة من حياتها مع القرآن الكريم؛ فذات يوم دخل عليها ابنها وهي تُصلى فسمعها تقرأ هذه الآية: "فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ" [الطور: 27]. فبكت واستعاذت ... فقام وهي تستعيذ. فلما