شمس (?)، كما أسلم في مرحلة مبكرة حليفان لبني أمية وهما عبد الله بن جحش بن رئاب وأخوه أبو أحمد بن جحش وهما إبنا عمة النبي صلى الله عليه وسلم فأمهما أميمة بنت عبد المطلب (?)، وفي الهجرة الأولى إلى الحبشة شارك نفر من مسلمي بني أمية مثل عثمان بن عفان ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وزوجته سهلة بنت سهيل بن عمرو (?)، كما كان لبني أمية مشاركة في الهجرة الثانية ومعهم بعض حلفائهم، وقد ذكر الدكتور حمدي شاهين قائمة طويلة بأسمائهم، مما يؤكد استجابة بعض بني أمية للإسلام منذ بداية الدعوة (?)، وقد ساهمت نساء بني أمية وعبد شمس في صنع مسيرة الإسلام وفي إعطاء الأسوة وضرب المثل في نبل التضحية وعزيز العطاء، فقد أسلمت رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى المدينة وثبتت معه على دينه رغم مقتل أبيها وعمها وابنه في بدر مما أهاج عليها غضب هند بنت عتبة فقالت تعيبها:

لحى الرحمن صابئة بوج

ومكة أو بأطراف الحجون

تدين لمعشر قتلوا أباها

أقتل أبيك جاءك باليقين (?)

وهاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط إلى المدينة في الهدنة التي كانت بين النبي والمشركين في الحديبية على أن الصورة الأزهى والنموذج الأرقى في ذلك المجال هو إسلام أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، فقد أسلمت مبكراً (?)، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة وسيأتي الحديث عنها بإذن الله تعالى.

رابعاً: المصاهرات بين بني هاشم وبني أمية:

لم يكن بين بني هاشم وبني أمية من المباغضة والعداوة والمنافرة التي اخترعها وابتكرها أعداء الإسلام والمسلمين ونسجوا الأساطير والقصص حولها، فالحقيقة التاريخية تقول، بأن علاقتهم كانت علاقة أبناء العمومة والأخوان والخلان، فهم من أقرب الناس فيما بينهم، يتبادلون الحب والتقدير، والاحترام، ويتقاسمون الهموم والآلام والأحزان، فبنو أمية وبنو هاشم كلهم أبناء أب واحد، وأحفاد جد واحد، وأغصان شجرة واحدة قبل الإسلام وبعد الإسلام وكلهم استقوا من عين واحدة ومنبع صاف واحد، وأخذوا الثمار من دين الله الحنيف الذي جاء به رسول الله الصادق الأمين، المعلم، المربي، خاتم الأنبياء والمرسلين، ولقد كان بين أبي سفيان وبين العباس صداقة يضرب بها الأمثال (?)، كما كانت بينهم المصاهرات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015