قومس، إلى خوار الري، وينتهز الفرصة للانقضاض على أبي مسلم في مرو، ولما لم يتمكن من استرداد مرو كتب إلى ابن هبيرة مستنجداً فلم يجبه، ثم كتب إلى الخليفة مروان بن محمد، الذي كتب بدوره إلى ابن هبيرة، فأمده بثلاثة آلاف فارس، عليهم القائد ابن غطيف اليماني، فأخذ هذا القائد يتبأطا في سيره ويطيل في الطريق (?). وفي هذا الاثناء كان قحطبة بن شبيب الطائي يلحق الهزيمة تلو الآخري بجيش ابن هبيرة، وكانت آخر معركة لنصر بن سيار في خوار الري حيث اقتتل مع جيش الحسن بن قحطبة، وكاد يقتل لولا أن بعض جند العرب في جيش الحسن انضموا إلى صفوف نصر بن سيار، فهُزم جيش الحسن (?)، ولما لم يصل مدد ابن هبيرة ركب نصر بن سيار جواده وسلك المفازة بين الري وهمذان فمات في جبالها، في شهر المحرم سنة 131 هـ.

1 - تصفيات في خراسان:

وبعد موت نصر بن سيار زعيم المضرية قضى أبو مسلم على علي بن جديع الكرماني زعيم اليمانية، الذي، كان له دور كبير في انتصار الثورة، ودخل مرو فاتحاً ثم قَّدمها لأبي مسلم، وقد قتل أبو مسلم علياً بن جديع وإتباعه (?)، كما قتل النقيب لاهز بن قريض التميمي بتهمة السماح لنصر بن سيار بالخروج من دار الإمارة، ولأنه كان يعارض تأمير أبي مسلم على الثورة، يوم مؤتمر مكة (?)، كما قتل أبو مسلم عبد الله بن معاوية الطالبي، الذي احتمى بجيش أبي مسلم بعد أن هرب أمام الجيش الأموي من أصبهان إلى خراسان، إما لأنه صاحب ثورة يخشى جانبه، أو لأنه من أصحاب أبي جعفر خصم أبي مسلم (?)، ثم بدأ أبو مسلم بمحاربة شيبان الحروري الذي رفض المبايعة للإمام العباسي، فاستطاع أن يدحره ويشتت شمله (?).

2 - الاتصالات المستمرة بين المراكز الثلاثة للثورة:

ولما سُجن إبراهيم الإمام في حران استمرت الاتصالات بين المراكز الثلاثة للثورة في الحميمة والكوفة وخراسان. ففي الحميمة كان أبو جعفر وأخوه عبد الله بن الحارثية وجماعة من أولاد علي بن عبد الله بن العباس، وكان أنشطهم أبو جعفر الذي كان يتصل إذا اقتضى الأمر بسجن

حّران (?). أما في الكوفة فقد كاد النقيب أبو سلمة الخلال، وزير الدعوة، الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015