وهؤلاءهم رؤساء النقباء هم الذين يعرفون شخصية الإمام وأسرار الدعوة، ويلي هؤلاء نظراء النقباء وعددهم عدد النقباء، ونظير النقيب يخلف النقيب في حالة سفره، أو وفاته (?)، ثم يأتي بعد ذلك الدعاة وعددهم سبعون داعياً (?)، ثم يليهم دعاة الدعاة وعددهم ما يقارب من 36 داعياً (?)، ونظم
محمد بن علي العباسي الدعاة تنظيماً دقيقاً يوحي بأنها دعوة دينية كدعوة الأنبياء والرسل - عليهم
السلام - يقول في تنظيم ذلك ما نصه (?). بسم الله الرحمن الرحيم ... إن السنة في الأولين، والمثل في الآخرين، وأن الله يقول " واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا " ثم قال في آية أخرى: " وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا " (المائدة، آية:) وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وافاه ليلة العقبة سبعون رجلاً من الأوس والخزج فبايعوه، فجعل منهم اثنتي عشر نقيباً .. فإن سنتكم سنة بني إسرائيل وسنة النبي عليه السلام. وبمقتضى هذا التنظيم الدقيق السري توزع الدعاة في العراق وخراسان، حيث وجه للكوفة ميسرة العبدي (102 - 105 (?) وخلفه بعد ذلك بكير بن ماهان (105 - 127 هـ) (?).
ثم أبو سلمة الخلال (1027 - 132 هـ) (?). وأما دعاة خراسان فقد وجه ثلاثة دعاة دفعة واحدة
هم: محمد بن خنيس وحيان العطار، وأبو عكرمة زياد بن درهم - وهو أبو محمد الصادق (?)، وهؤلاءهم رؤساء الدعوة العباسية في الكوفة وخراسان ويسمون - أيضاً - رؤساء النقباء وأراد
أبو عكرمة السراج أن يعّرف الإمام على مدى تقبل وفرح أهل خراسان بدعوتهم ودعوة آل البيت، فطلب من زعمائهم أن يكتبوا للإمام محمد بن علي بما يؤكد له إيمانهم وإخلاصهم وحبهم لهذه الدعوة التي تهدف إلى خلاصهم من ظلم الأمويين - كما يرون ذلك - فأرسلها إلى الكوفة حيث ميسرة العبدي الذي دفعها بدوره إلى محمد بن علي في الحميمة (?)، ففرح بها واستبشر وسره أن ذلك أول مبادئ الدعوة (?). وأوصى محمد بن علي الدعاة أن يقضوا حوائجهم بالكتمان، وأن يكون ظاهر عملهم التجارة وغايتهم الدعوة إلى آل البيت قائلاً: انطلقوا أيها النفر فادعوا الناس في رفق وستر، فاني أرجو أن يتم الله أمركم، ويظهر دعوتكم