هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية لمحمد بن علي عن دعوته السرية التي يطالب بها الحق العلوي في الخلافة، لما نراه من أسباب نجملها فيما يلي:
أ- فالذي نراه أن دعوته كانت قابلة للنجاح والفشل، وقد تكون للفشل أقرب، ولاسيما وإنها توصف بالغلو (?) وهذا مما يقلل من أهمية هذا التنازل.
ب- عرف أبو هاشم أنه لا أمل له في الوصول إلى الخلافة، بعد أن عرف قرب أجله ولم يسعفه الوقت في حرية اختيار شخص آخر ووجد أفضل الخيارات في تلك اللحظة هو محمد بن علي.
ج- كما أن أبا هاشم لم يكن له ولد يخلفه (?)، فيوصي له بالأمر من بعده.
د- كان بين أبي هاشم ومحمد بن علي العباسي علاقات ودية ولقاءات علمية وصداقة قوية، الأمر الذي ساعد على تنازل أبي هاشم لمحمد هذا.
هـ - كان أبو هاشم قد عرف كبار شيعته ودعاته من أهل العراق وخراسان بمحمد بن علي العباسي أثناء ترددهم عليه، كما أخبرهم أن الأمر صائر إليه بعد وفاته (?)، كما تزعم بعض الروايات.
وولما عرف عن محمد بن علي العباسي من رجاحة العقل والدهاء، وحسن التدبير والتصرف .... فقد كان أبو هاشم كثيراً ما يستعين بآرائه حول موضوع الدعوة والدعاة كان محمد بن علي قد عرف برجاحة العقل وسعة الذكاء، ومعرفته بأحوال الرجال والديار وقد استفاد من الأحداث التي جرت في عصره وبالأخص ما وقع بين أبناء عمه العلويين والأمويين في صراعهم الدامي من أجل الخلافة، فقد درس أسباب الفشل والنتائج لهذه الأحداث، واستغل ما حصل من القتل والتشريد على أثر ذلك. ولما علم كبار الشيعة العلوية في العراق وخراسان بموت زعيمهم عبد الله بن محمد (أبو هاشم) وانتقال الدعوة إلى محمد العباسي ساروا إلى الحميمة للتعزية بوفاة أمامهم عبد الله ولتهنئة أمامهم الجديد محمد بتولية قيادة الدعوة " دعوة آل البيت " ومبايعته وتقديم العهد له، ببذل أموالهم وأنفسهم من أجل نجاح هذه الدعوة وقد رأى محمد علي العباسي صدق هؤلاء الأنصار - وتحمسهم ولمس حبهم لآل البيت، وكرههم لبني أمية وتمنيهم لزوالهم (?).