6 ـ فتح قنوات الإتصال بين الوالي والرعية:

كانت الحاشية حول الخلفاء قبل عمر بن عبد العزيز قد حجبت الناس عن الوصل إلى الخليفة وقد بنى الحاشية سياجاً من حديد لا ينفذ منه إليه إلا ما يشتهون وما تسمح به مصالحهم أما عمر بن عبد العزيز، فقد أعلن بالجوائز والمكافأة المالية لمن يخبره بحقيقة الحال، أو يشير عليه بشئ فيه مصلحة المسلمين ومصلحة لدولتهم، وكتب إلى أهل المواسم: أما بعد فأيما رجل قدم إلينا في رد مظلمة أو أمر يصلح الله به خاصاً أو عاماً من أمر الدين، فله ما بين مائة دينار إلى ثلاثمائة بقدر ما يرى الحسبة وبعد السفر، لعل الله يجيء به حقاً أأو يميت باطلاً، أو يفتح به من ورائه خيراً (?). كما أمر العمال والولاة، بأن يحرصوا على فتح قنوات الإتصال بينهم وبين الرعية ويسمعوا منهم ويتعرفوا على أحوالهم فإن ذلك يمنع ممارسة الظلم والتعدي على حقوق الأخرين ويتيح لكل فرد طلب ما يريد دو ن اللجوء إلى أساليب وطرق لا تمت للإسلام بصلة (?).

7 ـ محاسبته لولاة من قبله عن أموال بيت المال:

لما تولى عمر بن عبد العزيز أمر بالقبض على والي خراسان يزيد بن المهلب، ولما مثل بين يديه، سأله عمر عن الأموال التي كتب بها إلى سليمان بن عبد الملك. فقال: كنت من سليمان بالمكان الذي قد رأيت، وإنما كتبت إلى سليمان لا سمع الناس به وقد علمت أن سليمان لم يكن ليا خذ بشئ سمًعت، ولا بأمر أكرهه. فقال له: ما أجد في أمرك إلا حبسك، فاتق الله وأدَ ماقبلك، فإنها حقوق المسلمين ولا يسعني تركها، فرده إلى محبسه، وبقي فيه حتى بلغه مرض عمر (?) وقد كان عمر بن عبد العزيز يتحسس أخبار ولاته ويراقبهم ويحاسبهم على تقصيرهم فقد كتب إلى أحدهم يقول: (لقد كثر شاكوك وقل شاكروك، فإما عدلت، وإما أعتزلت (?) والسلام).

سابعاً: المركزية واللامركزية في إدارة عمر بن عبد العزيز:

أخذ عمر بن عبد العزيز بمبدأ الجمع والموازنة بين المركزية واللامركزية خلال إدارته للدولة، بتطبيق أحدهما بحسب الموقف تبعاً لمعايير محددة فإننا نورد بعض المواقف والإجراءات التي توضح ذلك، فقد كان من الأوامر التي تدل على تطبيقه للمركزية ماضمنه رسالته إلى عامله على الكوفة، إذ قال:. .. فإني قد وليتك من ذلك ماولاني الله، ولا تعجل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015