وهناك اتهامات أخرى محصّلها أنّ الدارقطني يتكلم في الرجال- جرحًا وتعديلًا - وفي الأحاديث- تضعيفًا وتصحيحًا - بالهوى والعصبية لمذهبه، وقد قام برد هذه الاتهامات عن هذا الإمام غير واحد من أهل العلم والفضل، وعلى رأسهم ذهبي عصره عبد الرّحمن بن يحيى المعلمي (?)، ولعَلِّي بمشيئة الله تعالى أتعرض لهذه الاتهامات بتوسع في كتابي "تيسير السبيل إلى تراجم أئمة أهل الجرح والتعديل" لما لها من الصلة القوية به، والله الموفق.
سبق أنّ ذُكر أنّ الإمام الدارقطني ممّن جمَع وصنَّف، وألَّف وأجاد وأفاد، وابتكر التصنيف في بعض الفنون والأبواب، قال تلميذه الحاكم: له مصنفات كثيرة مفيدة يطول ذكرها (?). وقال الذهبي: صنف التصانيف الفائقة (?). وقال ابن كثير: مصنفاته كالعقود في الأجياد (?). وسأذكر في هذه العجالة -بمشيئته سبحانه- ما وقفت عليه من مؤلفاته المطبوعة، وشيئًا ممّا يتعلّق ببعضها من كلام أهل العلم، ثمّ أشير إلى بعض كتبه المخطوطة، أو المفقودة، والله المستعان.
(1) السنن:
طبع في الهند سنة 1310 هـ وفي دلهي سنة 1316 هـ بتحقيق عبد الله هاشم اليماني في المدينة سنة 1966م في (4 أجزاء). وفي القاهرة، مطبعة دار المحاسن سنة 1386هـ - 1986م بتحقيق عبد الله اليماني أيضًا وهي الطبعة الّتي رجعت إليها في البحث، وهناك طبعات لهذا الكتاب أخرى، وكذا نسخ خطيَّة يراجع في ذلك كتاب الدكتور / الرحيلي