قَوْلُهُ: قَاطِرًا أَحَدِهِمَا فِي عَجْزِ صَاحِبِهِ، فَهُوَ مِنَ الْقِطَارِ أَنْ تَقْطُرَ الْإِبِلُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ، وَمِنْهَا اشْتُقَّتِ الْمِقْطَرَةُ، لِأَنَّ مَنْ حُبِسَ فِيهَا كَانُوا عَلَى قِطَارٍ وَاحِدٍ، مَضْمُومًا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ أَرْجُلُهُمْ فِي خَشَبَةٍ فِي خُرُوقٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الَّذِي يُرْوَى عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَنَّهُ قَامَ الْإِسْلَامُ، وَلِلْعَبَّاسِ ثَوْبٌ لِعَارِي بَنِي هَاشِمٍ، وَجَفْنَةٌ لِجَائِعِهِمْ، وَمِقْطَرَةٌ لِجَاهِلِهِمْ حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجُمَحِيُّ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هَرِمَةَ: وَكَانَ لِعَبَّاسٍ ثَلَاثٌ يُعِدُّهَا ... إِذَا مَا جَنَابُ الْحَيِّ أَصْبَحَ أَشْهَبَا
فَسِلْسِلَةٌ تَنْهَى الظَّلُومَ وَجَفْنَةٌ ... تُنَاخُ فَيَكْسُوهَا السَّنَامَ الْمُرَعَّبَا
وَحُلَّةُ عَصْبٍ مَا تَزَالُ مُعَدَّةٌ ... لِعَارٍ ضَرِيكٌ ثَوْبُهُ قَدْ تَهَدَّبَا
وَأَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ: