الْجِهَادِ، وَقَدْ يَجُوزُ سُورَةُ الْبُحُوثِ، تُضِيفُ الِاسْمَ إِلَى النَّعْتِ، كَمَا قَالُوا: مَسْجِدُ الْجَامِعِ، وَصَلَاةُ الْأُولَى.
وَأَصْلُ الْبَحْثِ طَلَبُ الشَّيْءِ، وَشِدَّةُ اسْتِقْصَائِهِ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ سُورَةَ بَرَاءَةٍ، وَكَانُوا يُسَمُّونَهَا الْمُبَعْثِرَةَ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْبُحُوثُ مِنَ الْإِبِلِ، وَهِيَ الَّتِي إِذَا سَارَتْ بَحَثَتِ التُّرَابَ بِأَيْدِيهَا أُخْرًا، أَيْ: تَرْمِي بِهِ إِلَى خَلْفِهَا.
وَسَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ يَرْتَجِزُ: يَبْحَثْنَ بِالْأَيْدِي الَّتِي فِيهَا فَتَلْ ... بَحْثَ السِّبَاعِ دَامِعًا مِنَ الْوَشَلْ
ثُمَّ أَخَذَ فِي شَرْحٍ آخَرَ، فَقَالَ: يَبْحَثْنَ بِالْأَيْدِي وَقَدْ وَجِينَا
بَحْثَ الْمُضِلَّاتِ لِمَا يَعْنِينَا
دَمَالِجًا ضَيَّعْنَ أَوْ بُرِينَا.
وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: جَاءَ أَبُو دُلَامَةَ لِيَشْهَدَ عِنْدَ قَاضٍ مِنْ قُضَاةِ بَغْدَادَ، فَلَمَّا قَعَدَ سَكَتَ الْقَاضِي، فَلَمْ يَسْأَلْهُ، فَقَالَ أَبُو دُلَامَةَ: