حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
قَالَ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ: أُشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِهَذَا الْأَمْرِ، أَيْ وَطِّنْ نَفْسَكَ عَلَيْهِ، وَالْحَيْزُومُ: الصَّدْرُ وَمَا احْتَزَمَ بِهِ، قَالَ الرَّاعِي: زَجِلُ الْحُدَاءِ كَأَنَّ فِي حَيْزُومِهِ ... قَصَبًا وَمُقْنَعَةَ الْحَنِينِ عَجُولَا
يَقُولُ: كَأَنَّ فِي صَدْرِهِ مَزَامِيرَ مِنْ حُسْنِ صَوْتِهِ.
وَقَوْلُهُ: مُقْنَعَةُ الْحَنِينِ: يَعْنِي: نَاقَةً إِذَا حَنَّتْ رَفَعَتْ رَأْسَهَا أَقْنَعَتْهُ، وَبَعْضُهُمْ يُسَمَّى الْحَيْزُومُ حَزِيمًا، وَقَالَ أَعْشَى بَاهِلَةَ: إِنِّي أَشُدُّ حَزِيمِي ثُمَّ يُدْرِكُنِي ... مِنْكَ الْبَلَاءُ وَمِنْ آلَائِكَ الذَّكَرُ
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْعَابِدِيُّ، فِي حَدِيثٍ لَهُ، أَنَّ الْمَثَلَ الَّذِي تَمَثَّلَ بِهِ عَلِيٌّ رَحِمَهُ اللَّهُ لِأُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ، يَقُولُ لِابْنِهِ سُهَيْلٍ، وَزَادَنَا فِيهَا: أَلَا أَبْلِغْ سُهَيْلًا أَنَّنِي ... مَا عِشْتُ كَافِيكَا
فَلَا يَشْغَلْكَ عَمَّا لَكَ ... فِي السَّيْفِ تَرَائِيكَا
وَسَمِّحْ عَنْكَ فِي الْمِشْيَةِ ... لَا يُجْدِي تَبَازِيكَا
فَإِنَّ الدِّرْعَ وَالْبَيْضَةَ ... يَوْمَ الرَّوْعَشِ تَكْفِيكَا
قَوْلُهُ: لَا يُجْدِي تَبَازِيكَا، فَإِنَّ الْبَزَا فِي الظَّهْرِ أَنْ يَسْتَأْخِرَ الْعَجُزَ، وَيَسْتَقْدِمَ الصَّدْرَ، فَتَرَاهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُقِيمَ ظَهْرَهُ، يُقَالُ رَجُلٌ أَبْزَى، وَامْرَأَةٌ بَزْوَاءَ، وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ إِذَا كَانَتْ عَجِيزَتُهَا خَارِجَةً قَدْ تَبَازَتْ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ: