وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ لِلشَّمَّاخِ: وَبُرْدَانِ مِنْ خَالٍ وَسَبْعُونَ دِرْهَمًا ... عَلَى ذَاكَ مَقْرُوِظٌ مِنَ الْقِدِّ مَاعِزُ
وَيُرَى مِنَ الْجِلْدِ مَاعِزٌ، وَالْخَالُ: بُرُودُ حُمُرٍ فِيهَا خُطُوطٌ سُودٌ، عَلَى ذَلِكَ، أَيْ مَعَ ذَلِكَ
يَقُولُ: هَذَا كُلُّهُ مَضْمُومٌ لَهُ فِي عَيْبَةٍ مَقْرُوظَةٍ، وَهِيَ الْمَدْبُوغَةُ بِالقَرَظِ، وَإِنَّمَا اشْتَرَطَ الْمَقْرُوظَ، لِأَنَّهُ مِنْ أَنْفَسِ الدِّبَاغِ، وَأَطْيَبِهِ رَائِحَةً.
وَقَالَ الشَّاعِرُ: وَلَا يَأْكُلُ الْكَلْبُ السَّرُوقُ نِعَالَنَا ... وَلَا نَنْتَقِي الْمُخَّ الَّذِي فِي الْجَمَاجِمِ
يَقُولُ: نِعَالُنَا مَدْبُوغَةٌ بِقَرْظٍ، لَيْسَ بِهَا دَسَمٌ، فَإِذَا أَصَابَهَا النَّدَى لَمْ يَظْهَرْ رِيحُ دَسَمِهَا، فَيَسْرِقُهَا الْكَلْبُ.
وَالنَّعْلُ إِذَا كَانَ فِيهَا دَسَمٌ، فَأَصَابَهَا النَّدَى، وَشَمَّهَا الْكَلْبُ أَكَلَهَا، فَيَقُولُ: نِعَالُنَا لَيْسَتْ كَذَلِكَ، قَالَ كَثِيرٌ: لَهُ نَعَلٌ لَا يَطَّبِي الْكَلْبَ رِيحُهَا ... وَإِنْ وُضِعَتْ وَسْطَ الْمَجَالِسِ شُمَّتِ
يَطَّبَى: يَدْعُو، وَنَحْوٌ مِنْهُ قَوْلَ الْآخَرِ، الْأَسُودُ بْنُ يَعْفُورٍ: أَكَلَتْ خَبِيثَ الزَّادِ فَاتَّخَمَتْ ... مِنْهُ وَشَمَّ خِمَارَهَا الْكَلْبُ