كَانَ دَمِيمًا قَصِيرًا، وَكَانَ يُغِيرُ عَلَى مَسَالِحِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْهِ أَسِيرًا، فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ النُّعْمَانُ حَيْثُ نَظَرَ إِلَيْهِ: «تَسْمَعُ بِالْمُعِيدِيِّ لَا أَنْ تَرَاهُ» ، فَصَارَتْ مَثَلًا، فَقَالَ لَهُ ضَمْرَةُ: مَهْلًا أَيُّهَا الْمَلِكُ، فَإِنَّمَا الْمَرْءُ بِأَصْغَرَيْهِ قَلْبِهِ وَلِسَانِهِ، إِنْ نَطَقَ نَطَقَ بِبَيَانٍ، وَإِنْ قَاتَلَ قَاتَلَ بِجَنَانٍ، قَالَ للَّهِ دَرُّكَ يَا ابْنَ ضَمْرَةَ
182 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو مُوسَى عِيسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: وَمَا الْمَرْءُ إِلَّا الْأَصَغَرَانِ لِسَانُهُ ... وَمَعْقُولُهُ وَالْجِسْمُ خَلْقٌ مُصوَّرُ
فَإِنْ طُرَّةً رَاقَتْكَ فَاخْبِرْ فَرُبَّمَا ... أَمَرَّ مَذَاقُ الْعُودِ وَالْعُودُ أَخْضَرُ
وَمَا الزَّيْنُ فِي بَادٍ تَرَاهُ وَإِنَّمَا ... يَزِينُ الْفَتَى مَخْبُوءُهُ حِينَ يُخْبِرُ