فَلَوْلَا ابْنَةُ الْعَبْسِيِّ لَمْ تَلْقَ نَاقَتِي ... كَلَالًا وَلَمْ تُوضِعْ إِلَى غَيْرِ مُوضَعِ
فَتِلْكَ الَّتِي إِنْ تُمْسِ بِالْجُرْفِ دَارُهَا ... وَأُمْسِي بِخُزْبَى تُمْسِ ذِكْرَتُهَا مَعِي
وَإِنْ كَانَ هَذَا مَضْبُوطًا، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ اسْمَهَا تَفَاؤُلًا بِالْخَزَبِ، وَالْخَزَبُ: تَهَيُّجٌ فِي الْجِلْدِ كَهَيْئَةِ الْوَرَمِ، يُقَالُ: خَزُبَ جِلْدُهُ وَتَخَزَّبَ، إِذَا كَانَ شَبِيهًا بِالرَّهَلِ، وَقَالَ الشَّاعِرُ: هُوَ الْكُمَيْتُ:
أَخْلَاقُكَ الْوُجْدُ مِنْ جُودٍ وَمَكْرُمَةٍ ... ثُرُّ الْأَحَالِيلِ لَا كُمْشٌ وَلَا خُزُبُ
يُقَالُ: نَاقَةٌ مِخْزَابٌ، وَهُوَ وَرَمٌ فِي الضَّرْعِ، خَزِبَ ضَرْعُهَا، يَخْزَبُ، فَيُسَخَّنُ لَهَا الْجُبَابُ، فَيُدْهَنُ بِهِ ضَرْعُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: إِذَا أَبْرَدْتُمْ إِلَيَّ بَرِيدًا فَاجْعَلُوهُ حَسَنَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الِاسْمِ.