وَقَوْلُهُ: «سَيِّئُ الْمَلَكَةِ» مَفْتُوحَةُ الْمِيمِ وَاللَّامِ، وَهُوَ مَلْكُ الْعَبْدِ، يُقَالُ: مَمْلُوكٌ قَدْ أَقَرَّ بِالْمُلُوكَةِ، شَبَّهُوهُ بِالْعُبُودَةِ، وَأَقرَّ بِالْمَلَكَةِ، وَالْمَلْكِ، وَأَمَّا الْمِلْكُ فَمِلْكُ الرَّجُلِ يَقُولُ: هَذَا مَلْكُ يَدِي، وَمِلْكُ يَدِي، وَمَا لِأَحَدٍ فِي هَذَا مِلْكٌ غَيْرِي، وَمَلْكٌ، وَيُقَالُ: الْمَاءُ مَلْكُ أَمْرِ، أَيْ إِذَا كَانَ مَعَ الْقَوْمِ مَاءً مَلَكُوا أَمْرَهُمْ، وَقَالَ أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ:

فلَمْ يَكُنْ مَلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنزِلُهُمْ ... إِلَّا صَلَاصِلَ لَا يُلْوَى عَلَى حَسَبِ

أَيْ يَقْسِمُ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ، وَلَا يُؤْثِرُ بِهِ أَحَدًا.

وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَخِيلٌ» ، قَالَ: بَخِيلٌ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَرَوَى فِي ذَلِكَ حَدِيثًا، وَقَالَ: أَلَا تَرَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى كُلِّ الْخِلَالِ إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ، فَتَجِدُهُ جَبَانًا وَتَجِدُهُ بَخِيلًا، وَلَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ خَائِنًا وَلَا كَذَّابًا، لِأَنَّ الْكَذِبَ مُجَانَبَةُ الْإِيمَانِ» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015