الْحَدِيثِ «يَتَرَامَوْنَ» ، وَالْمَعْرُوفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يَتَرَمَّوْنَ
قَالَ يَعْقُوبُ: يُقَالُ خَرَجْتُ أَتَرَمَّى إِذَا خَرَجْتَ تَرِمِي فِي الْأَغْرَاضِ وَفِي أُصُولِ الشَّجَرِ، وَخَرَجْتُ أَرْتَمِي إِذَا رَمَيْتَ فِي الْقَنْصِ "، قَالَ الشَّاعِرُ:
دَعَوْنَ الْهَوَى ثُمَّ ارْتَمَيْنَ قُلُوبَنَا ... بِأَسْهُمِ أَعْدَاءٍ وَهُنَّ صَدِيقُ
أَيِ اقْتَنَصْنَهَا، وَأَمَّا «يَتَرَامَوْنَ» فَإِنَّ التَّرَامِي يَكُونُ مِنَ الرَّجُلَيْنِ أَيْ يَرْمِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، وَتَقُولُ: رَمَيْتُ عَنِ الْقَوْسِ وَرَمَيْتُ عَلَيْهَا، وَلَا تَقُولُ رَمَيْتُ بِهَا، قَالَ الرَّاجِزُ:
أَرْمِي عَلَيْهَا وَهِيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ
وَهِيَ ثَلَاثُ أَذْرُعٍ وَالْإِصْبَعُ
وَهِيَ إِذَا أَنْبَضْتَ فِيهَا تَسْجَعُ
تَرَنُّمُ النَّحْلِ أَبَى لَا يَهْجَعُ