مَا يَنْظُرُ الْمَرْءُ بِالْمَعْرُوفِ يَفْعَلُهُ ... إِلَّا لِيُتْرَكَ رَمْسًا بَيْنَ أَحْجَارِ
تَسْفِي الرِّيَاحُ عَلَيْهِ بَعْدَ جِدَّتِهِ ... وَيَظْعَنُ الْحَيُّ عَنْهُ وَهُوَ فِي الدَّارِ
وَقَوْلُهُ: إِلَّا لِيُتْرَكَ، مَعْنَاهُ لِكَيْ يُتْرَكَ.
وَكَانَ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ وَلادٍ النَّحْوِيُّ يَقُولُ، فِي قَوْلِ خَنْسَاءَ:
وَقَائِلَةٍ وَالنَّعْشُ قَدْ فَاتَ خَطْوُهَا ... لِتُدْرِكَهُ يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى صَخْرِ
قَالَ: مَعْنَاهُ: قَدْ فَاتَ خَطْوُهَا الَّذِي كَانَتْ تَخْطُو بِهِ لِتُدْرِكَهُ، أَيْ لِكَيْ تُدْرِكَهُ وَأَنْكَرَ. . . . . . . . . . . قَدْ فَاتَ خَطْوُهَا، أَيْ تُدْرِكَهُ، وَزَعَمَ أَنَّ هَذَا. . . . . . . . . . . مُحْدَثٌ لَيْسَ مِنْ مَذَاهِبِ الْعَرَبِ.
وَالْمَرْمُوسُ: الْمَيِّتُ، وَكَذَلِكَ الرَّمْزُ وَالرَّمْسُ، وَهُوَ الْخَفِيُّ مِنَ الْكَلَامِ، قَالَ لَقِيطُ بْنُ زُرَارَةَ:
يَا لَيْتَ شِعْرِي الْيَوْمَ دَخْتَنُوسُ