وَلَا يَرِيمُونَ فِي التَّعْرِيفِ مَوْقِفَهُمْ ... حَتَّى يُقَالُ أَجِيزُوا آلَ صَفْوَانَا
يُرِيدُ صُوفَةَ بْنَ الْغَوْثِ، وَهُمْ أَهْلُ الْقَلَمَّسِ، وَكَانَ النَّاسُ لَا يَفِيضُونَ حَتَّى يَسْتَأْذُنُوهُمْ، فَيُجِيزُوهُمْ، وَكَانَ يُجِيزُ النَّاسَ مِنْ عَرَفَةَ آلُ صُوفَةَ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ مُرٍّ، فَصَارَ هَذَا إِلَى شِجْنَةَ بْنِ عُطَارِدٍ، وَكَانَ يُجِيزُ النَّاسَ مِنْ مُزْدَلِفَةَ أَبُو سَيَّارَةَ.
وَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مُفَرِّغٍ:
لَوْ كُنْتُ جَارَ بَنِي هِنْدٍ تَدَارَكَنِي ... عَوْفُ بْنُ نُعْمَانَ أَوْ عِمْرَانُ أَوْ مَطَرُ
قَوْمٌ إِذَا حَلَّ جَارٌ فِي بُيُوتِهِمْ ... لَمْ يُسْلِمُوهُ وَلَمْ تَسْنَحْ لَهُ الْبَقَرُ
وَخَالِدٌ قَالَ قَوْلًا قَدْ قَنِعْتُ بِهِ ... لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّى يَطْلُعُ الْقَمَرُ
«لَمْ تَسْنَحْ لَهُ الْبَقَرُ» ، يَقُولُ: لَا يَتَطَيَّرُ، وَلَا يَفْزَعَ لِسَانِحٍ وَلَا بَارِحٍ، أَنَّى يَطْلُعُ الْقَمَرُ، يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي عَقْلٌ، قَالَ: وَمَثَلٌ لِلْعَرَبِ: مَنْ لِي بِالسَّانِحِ بَعْدَ الْبَارِحِ.
وَفِي مَثَلٍ: إِنَّكَ لَكَبَارِحِ الْأَرْوَى قَلِيلًا مَا يُرَى، وَذَلِكَ أَنَّ الْأَرْوَى يَكُونُ فِي أَعْلَى الْجِبَالِ لَا تَكَادُ تَنْزِلُ.