وَفِي الْحَدِيثِ: " كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي هُوَ الَّذِي يَسْتَوْشِيهِ، أَيْ يَأْتَلِفُ عَلَيْهِ وَيَسْتَدْعِيهِ وَيَسْتَخْرِجُهُ كَمَا يَسْتَخْرِجُ الْفَارِسُ جَرْيَ الْفَرَسِ بِعَقِبَيْهِ وَبِالسَّوْطِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ: يُقَالُ مَرَّ فُلَانٌ يَرْكُضُ فَرَسَهُ، وَمَرَّ يَمْرِيهِ بِعَقِبِهِ، وَمَرَّ يَسْتَدِرُّهُ بِعَقِبِهِ، وَيَسْتَوْشِيهِ بِعَقِبِهِ، كَلُّ ذَلِكَ طَلَبَ مَا عِنْدَهُ لِيُزِيدَهُ، وَقَدْ يُقَالُ: أَوْشَاهُ يُوشِيهِ إِذَا اسْتَحَثَّهُ بِكُلَّابٍ أَوْ مِحْجَنٍ.
قَالَ جُنْدُلُ بْنُ الرَّاعِي:
جُنَادِفُ لَاحِقٌ بِالرَّأْسِ مَنْكِبُهُ ... كَأَنَّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بِكُلَّابِ
وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
يُوشُونَهُنَّ إِذَا مَا رَاعَهَا فَزَعٌ ... تَحْتَ السَّنَوَّرِ بِالْأَعْقَابِ وَالْجِذَمِ
وَيُقَالُ: هُوَ مِنْ قَوْلِكَ يَشِي الْكَذِبَ وِشَايَةً، وَفِي حَدِيثِ الْإِفْكِ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ قَالَتْ عَائِشَةُ: «فَارْتَكَبَنِي صَالِبٌ مِنَ الْحُمَّى» ، وَالصَّالِبُ مِنَ الْحُمَّى: مَا لَا يَنْفَضُّ،