مَتَى مَا تَزُرْنَا تَلْقَنَا لَا مَحَالةً ... بِقَرْقَرَةٍ مَلْسَاءَ لَيْسَتْ بِقَرْدَدِ
فَنَوَّنَ اضْطِرَارًا، وَالْوَجْهُ، طَرْحُ التَّنْوِينِ كَمَا قَالَ النَّابِغَةُ:
وَلَا أَنَا مَأْمُونٌ بِشَيْءٍ أَقُولُهُ ... وَأَنْتَ بِأَمْرٍ لَا مَحَالَةَ وَاقِعُ
وَكَذَلِكَ يُقَالُ: مَالَكَ احْتِيَالٌ وَلَا مُحْتَالٌ، وَلَا مَحَالَةَ، كُلُّ ذَلِكَ وَاحِدٌ.
قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: هُوَ رَجُلٌ حُوَّلٌ، أَيْ مُحْتَالٌ، وَيُقَالُ: رَجُلٌ حُوَّلٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَثْبُتُ عَلَى عَهْدٍ، وَأَنْشَدَ:
أُرْوَى بِجِنِّ الْعَهْدِ سَلْمَى وَلَا ... يُنْصِبْكَ عَهْدُ الْمَلِقِ الْحُوَّلِ
وَجِنُّ الْعَهْدِ: حَدَثَانُهُ.
وَقَوْلُهُ: مِنْ شَبّ إِلَى دَبّ، يُرِيدُ مُنْذُ شَبَّ إِلَى أَنْ صَارَ يَدُبُّ، وَيُقَالُ أَيْضًا: مِنْ شُبٍّ إِلَى دُبٍّ، وَالدَّبِيبُ: مَشْيُ الْكِبَرِ، وَقَالَ الْمُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ.
فَإِنْ يَكُ غُصْنِي أَصْبَحَ الْيَوْمَ بَالِيًا ... وَغُصْنُكَ مِنْ مَاءِ الشَّبَابِ رَطِيبُ
فَإِنِّي حَنَى ظَهْرِي خُطُوبٌ تَتَابَعَتْ ... فَمَشْيِي ضَعِيفٌ فِي الرِّجَالِ دَبِيبُ
وَقَوَلُهُمْ: أَكْذَبَ مَنْ دَبَّ وَدَرَجَ، أَيْ أَكْذَبَ الْأَحْيَاءَ وَالْأَمْوَاتَ