وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، يُرْوَى فِي حَدِيثٍ: أَنَّ مَوْضِعَ الْبَيْتِ كَانَ فِي حَرَجَةِ عَضَاهٍ، قَالَ: وَالْعَضَاهُ مَا عَظُمَ مِنَ الشَّجَرِ الَّذِي لَهُ شَوْكٌ، وَأَنْشَدَ فِي الْحَرَجَةِ:
أَيَا حَرَجَاتِ الْحَيِّ يَوْمَ تَحَمَّلُوا ... بِذِي سَلَمٍ لَا جَادَكُنَّ رَبِيعُ
وَقَوْلُهُ: ثُمَّ أَسْكَتَ، قَالَ: أَبُو زَيْدٍ يُقَالُ: أَسْكَتَ الرَّجُلُ إِسْكَاتًا، فَهُوَ مُسْكَتٌ، قَالَ الرَّاجِزُ:
قَدْ رَابَنِي أَنَّ الْكَرِيَّ أَسْكَتَا
لَوْ كَانَ مَعْنِيًّا بِهَا لَهَيَّتَا.
أَيْ لَقَالَ: هَيَّتَاهُ، وَقَدْ سَكَتَ الرَّجُلُ يَسْكُتُ سُكَاتًا وَسَكْتًا وَسُكُوتًا، وَصَمَتَ يَصْمُتُ صَمْتًا وَصُمَاتًا وَصُمُوتًا، وَأَنْشَدَ:
وَمَا رَأَيْتُ مِنْ مُغَنِّيَاتِ
ذَوَاتِ آذَانٍ وَجُمْجُمَاتِ
أَصْبَرَ مِنْهُنَّ عَلَى الصُّمَاتِ
وَيُقَالُ: أَصْمَتَ الرَّجُلُ مُصْمَتٌ، وَالسُّكْتَةُ وَالصُّمْتَةُ: مَا أُسْكَتَ بِهِ الصَّبِيُّ أَوْ غَيْرُهُ، قَالَ الرَّاجِزُ:
إِنَّكَ لَا تَشْكُو إِلَى مُصَمِّتِ
فَانْهَضْ بِذَا الْحِمْلِ الثَّقِيلِ أَوْ مُتِ