وأصبح كل العلماء وغير العلماء لا يعجبهم جمال البنا، حتى محمد داود، والدكتور محمد شاكر فؤاد، والدكتور محمد ربيع الجوهري، القائمون على مسجد العمرانية، وهم في المعتقد لو قلنا: أشعرية لظلمنا الأشعرية، وفي المسلك هم زعماء وأقطاب الطريقة الخلوتية، ومحمد ربيع الجوهري ألف كتاباً اسمه: عقيدتنا، وهذا الكتاب يدرس في معاهد إعداد الدعاة في الجمعية الشرعية وهو كتاب أشعري، والشاهد من هذا الكلام أن محمد ربيع ومحمد شاكر، ومحمد داود برغم ما فيهم لم يعجبهم جمال البنا، وردوا عليه.
على أية حال: من بذل لله عز وجل يشكر على بذله، فنحن نشكرهم على دفاعهم عن دين الله عز وجل ضد جمال البنا.
والدكتور محمد سيد أحمد المسير من أعلام الدعوة إلى الله عز وجل وتاريخ الفقه والإفتاء وغير ذلك، رد على جمال البنا فقال له: طوعت النفوس لأهوائك، وعقوبة المرتد ثابتة في القرآن والعرف، فالخارج عن النظام خائن، فكيف لا يكون المرتد خائناً لدينه؟! وهذا كلام جميل جداً، ولو أن أحداً تهرب من الضرائب في بلاد الكفر في أمريكا ولندن وغيرها فحكمه الإعدام، وهنا لا أحد يستطيع أن يهرب من الضرائب، رغم أنها غير شرعية، بل هي مكوس لكنك ستدفعها، إلا إذا كنت من علية القوم فإنك تستطيع أن تأكل مائة مليون أو ثلاثمائة مليون أو المليار وغير ذلك.
وليس هذا موضوعنا، موضوعنا أن الخارج عن أي نظام وضعي خائن يستحق العقوبة، فكيف بمن خرج عن دين الله عز وجل لا يكون مرتداً يستحق العقوبة؟! ومن كتبه أيضاً: مسئولية فشل الدولة الإسلامية في العصر الحديث.
انظر إلى العنوان! ويقول: يتساءلون: أين البرنامج؟ ها هو ذا البرنامج الإسلامي، وهو: الدولة والنظام السياسي والخلافة، القومية، الاشتراكية، النظام الاقتصادي، الربا، النظام الاجتماعي، الصحافة، تعليم المرأة، الفنون والأدب، وكل هذه الموضوعات قد عالجها الإمام المجتهد الفقيه الحبر النحرير جمال البنا في كتاب (نحو فقه جديد)، وهو من جزأين، ولم أحصل على الجزء الأول، وطبعاً يكون الجزء الأول بث فيه سمومه؛ لأن المؤلف ينشط في أول الكتابة وبعد ذلك يفتر في نهايتها، فأنا للأسف لم أحصل على الجزء الأول، أما الجزء الثاني فقد قال فيه: (نحو فقه جديد)، و (السنة ودورها في الفقه الجديد).
ثم يقول: رسالة إلى الدعوات الإسلامية، إلى إخواننا المسلمين في مصر، والجماعة الإسلامية في باكستان، والجماعة الإسلامية في الجزائر، الجماعة الإسلامية القائمين على السودان، والشيعة الجعفرية في إيران، والوهابية في الحجاز إلخ، وإلى الشباب المسلم في العالم أجمع.
وجمال البنا رق قلبه على هؤلاء، ويريد أن ينصح كل الفرق والشباب الذي ليسوا في الجماعات ولا في غيرها، فهو يبث السم الزعاف القاتل في هذا الكتاب الأزرق، تحت عنوان: نحو فقه جديد، وليس اجتهاد جديد أو تجديد الفقه.
يقول في ضمن الموضوعات: البراءة الأصلية ودائرة الحلال والحرام التمييز بين العقيدة والشريعة أسباب تضخم فقه العبادات الاجتهاد هذا المعلوم المجهول فهم الخطاب القرآني أيام الرسول التفسيرات التقليدية محمد عبده هو محمد أركن.
وهذا الكتاب موجود في دار ابن صهيون، فهؤلاء الغوغائيون كـ جمال البنا وإسماعيل منصور ونصر أبو زيد وحسن حنفي هم أعضاء مركز ابن خلدون.
ثم يقول: فهم الخطاب القرآني كما يجب أن يكون، كما فهمه جمال البنا.
والكتاب الأخير يقول: الأصلان العظيمان: الكتاب والسنة ورؤية جديدة.
وهذا من وجهة نظره هو.
وبعد ذلك: الإسلام هو الحل، لكن بعيداً عن أي شعارات.