وفي كتاب آخر نُشر حديثاً وكذلك نشرته وزارة الثقافة صدر أخيراً يطالب فيه كاتبه بعدم التزام المرأة بفترة العدة، فلو طلقها زوجها اليوم ففي نفس اليوم لها أن تتزوج رجلاً آخر، هذه واحدة، واستباحوا للمرأة المسلمة بالزواج من غير المسلم؛ لأنه إنسان مثله مثلها، وربما يكون أطيب منها وأحسن منها، فلا مانع أن يتزوج الكافر المسلمة، لا يهمه قول الله عز وجل: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء:141]، ولا يهم: لا تتزوج المسلمة من كافر، المهم أنها تتعايش في سلم وسلام وأمن وإيمان، وإخاء ومحبة، وهذا السلام! واستباحوا للمرأة المسلمة تعدد الأزواج، لكن تعدد الزوجات لا.
يقولون: هذا حرب! حرب أن يجدوا الشخص متزوجاً من واحدة أو اثنتين أو ثلاث، ويدعون أن للمرأة الحق في تعدد الأزواج، الأولى دين والثانية كفر يدعون إليه، تصور أن امرأتك تستأذنك في الصباح وتقول: أنا سأذهب إلى زوجي الثاني، وسأعود إليك بعد ثلاثة أيام أو أربعة، فتذهب إلى الثاني، ثم الثالث، ثم الرابع، ثم تضع، ثم تنسب المرأة الولد إلى من شاءت، أو يلحق الولد بمن يشبهه من أزواجها الأربعة! كلام يجعل الواحد يخر ميتاً، لكن قست قلوبنا فنحن لا نتأثر بذلك؛ وذلك لكثرة الفتن ومعرفتنا بها.
قال: والمساواة في الميراث، لماذا تأخذ البنت نصف الرجل؟ لماذا للذكر مثل حظ الأنثيين؟ هذا كلام لا يصح؟ كلام الله كلام لا يصح؟! بل يصح كلام هؤلاء الكفار الملاحدة العلمانيين، ويقولون: إن هذا هو العدل؟! أي عدل أيها الكلاب؟! أي عدل أيها المجرمون الفجرة؟! يا كفرة يا مجرمون، يا من أفسدتم الأمة ولم تبقوا فيها أخضر ولا يابساً، إن الرجل الذي يتحمل أعباء البيت والإنفاق ويعمل ليل نهار منحه الشرع شيئاً زائداً؛ ليميزه عن المرأة التي تمكث في بيتها ولا تكترث بشيء مما يعنى به الرجل! تدعون إلى العدل ومساواة الرجل والمرأة في الميراث؟! ثم يقولون: وإن الله ظلم المرأة، بل حتى في الجنة يظلمها؛ فهل قلم يكتب هذا؟ لو ظهر الآن عباد الأوثان الذين حاربهم النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل أن يهاجر فإنهم لا يقولون بحرف من هذا نهائياً، فهؤلاء قد بلغوا في الكفر والإلحاد والزندقة ما لم يبلغه أصحاب الفترة.
ثم يقولون: وما المانع من أن تزني المرأة، فالزنا إنما هو عملية رياضية، كرياضة الجمباز وكرة القدم وكرة السلة، ومصدر الزنا عاطفة جياشة بين الرجل والمرأة.
هل يقبل هذا أن يقول له غيره: أعطني امرأتك لأزني بها، ربما سيقول: نعم.
ويقبل ذلك؛ لأنه كلب ولأنه حمار ونجس وتيس وبليد الحس، بل قد مات قلبه بالكلية، ولو وجد كلباً -لا أقول: رجلاً- أو تيساً أو حماراً جثم على صدر امرأته وزنى بها لربما ضحك واستبشر خيراً.
إن كثرة البلاء يوجه بعضه بعضاً، فإن هذه الحملة المسعورة تأتينا بالبث المباشر على الهواء، والذين حركوا هذه الحملة هم طائفة روز اليوسف، هؤلاء المجرمون الفجّار الذين بلغوا في النفاق والفساد ما لم يبلغه أبو لهب ولا أبو جهل، وبلغوا في حربهم وعدائهم للإسلام ما لم يشهده النبي وأصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين، هم الذين حرقوا الأنفس.
والأزهر في ظل هذه العمائم الحمراء -وإن شئت فقل: السوداء والعمائم البيضاء سودها الله على رءوسهم- ليس في حاجة إلى تحريك؛ لأنهم قد قبضوا الثمن قبل أن يتعينوا، فإنهم يقومون بدورهم على أحسن وجه.
هل نحن خوارج حقاً؟! أفنكون كذلك ونحن لا ندري؟! بل إننا في كل صباح ومساء نتبرأ من الخوارج ومن فكر الخوارج ومن التطرف ومن التنطّع، بل نهاجم كل فكر منحرف عن هدي النبوة، وندعو إلى السنة والالتزام بالسنة، فأنا لا أدري كيف نكون من الخوارج؟! ربما تكون خارجيتنا تخطط في الخفاء، ربما يكون هذا هو العلة وهذا هو السبب.
فكيف تنجو الأمة من الهلاك في الدنيا والآخرة، ودعاتها وسادتها وقادتها بهذا الشكل؟! اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وكل ذلك عندنا.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وكل ذلك عندنا.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وكل ذلك عندنا.