ويشير الشيخ مُلا خاطر -رحمه الله- إلى أشياء أخرى، أفادها الحديث غير ما ذكرناه، أفاد أن الحديث ناقل للأمراض ونحترز منه ما أمكن، أفاد أنه يقدم سمه ويؤخر الشفاء، وقال العلماء بعضهم: وجدناه يتقي بجناحه الأيسر فعُلم أن الأيمن الذي فيه الشفاء، وأيضًا علم أن الجناح الذي فيه الشفاء يقضي على المرض الذي في جناحه الممرض -والعياذ بالله-.
وهذا الحديث من دلائل نبوته، الذي يخبر بذلك في زمن لم تكن فيه معامل ولا أبحاث ... إلى آخره، كل ذلك ذكره العلماء، ولو لم يكن في هذا الحديث إلا أنه كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- فعلى عيننا ورأسنا، بل إن الشيخ ملا خاطر يقول: إن هذا الحديث فيه معجزات: معجزة إثبات الداء والمرض في الذباب قبل أن يتوصل العلم إلى ذلك بقرون، معجزة إثبات الشفاء في الذباب، أو قل إثبات عنصر الشفاء والدواء والمضاد له؛ يعني: الداء والدواء في كيان واحد، والعقل والفطرة والأدلة العلمية والأدلة الحديثية، كل ذلك يُثبت صحة الحديث.
وفي النهاية فإن الذي لا تطيب نفسه به فلا يعترض على الحديث، ولكن إذا أراد أن لا يستفيد به فإنه ليس في الحديث ما يفيد الإجبار.
وهذا الحديث أُنموذج -كما قلت- لافتراءاتهم في الأحاديث الأخرى، ولنرجع إلى علمائنا المتخصصين، الذين دافعوا عن السنة قديمًا وحديثًا لنستفيد من علمهم.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.