ملك الموت- يقول السِّنْديّ: لعل هذا من المتشابه الذي لا يَعلَم تأويله إلا الله، أنا قرأت هذه الكلمة من أكثر من ثلاثين سنة، من خلالها تعلمت أن هناك متشابهًا أيضًا في السُّنة، وكنت أتصور أن المتشابه مقصور على القرآن: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} (آل عمران: 7) الذين في قلوبهم زيغ دائمًا هم الذين يتبعون المتشابه: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} (آل عمران: 7). فيقول السِّنْديّ: لعل هذا من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله.

والبعض، لا تعجبه كلمة السِّنْديّ، ويقول: إن هذا انغلاق في التفكير وتضييق على العقل في محاولة تَلمُّس الفهم. لا، هذا وَرَع وتقوَى، هبْ أنني أمام حديث ثبتت صحته وأجمعت الأمة على صحته كما هو الحال معنا، وعمِيَ عليَّ فهمه، غاب عني إدراكه على الوجه الصحيح إلى أن أقرأ، إلى أن أسأل أهل العلم، هل الحل هو في الجرأة على الحديث وردّه؟ هذا هو الحل الذي يرونه؟ عقولهم لا تقبله، ولا تقبل محامل العلماء التي حملوا الحديث عليها في هذا أو في غيره، يسارعون إلى رده، هذا هو الحل الأمثل من وجهة نظرهم؟

هكذا يتصورون.

إذن في الحديث فعلًا ولو لم يكن فيه إلا هذه الفائدة لكفاه هذا بصدق الإيمان، يكفي أننا نُخْتَبر في إيماننا بالغيب، يخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث في أمر غيبي، وهو الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى، فهل نصدقه أو لا نصدقه؟

أيضًا هناك ذكر للقِصَص السابقة مع الأنبياء السابقين ومع غيرهم، وكلها دروس وعظات وعِبَر للمؤمنين، هذا الحديث يعتبر مما وقع على الأمم السابقة، وله نظائر كثيرة جدًّا في القرآن الكريم وفي أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقُصّ الله قصة سيدنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015