هم يستدلون بإجابة النبي -صلى الله عليه وسلم- هل كنتم تريدون أن يقول لهم: هذا ممكن وسأفعله لكم: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} (الإسراء: 59) هكذا يزعمون، الآية ليس فيها أبدًا دليل على هذا -على إنكار المعراج- وحين قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: {هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} يعني يريد أن يقول: إنني بقدرتي لا أستطيع أن أرقى في السماء، كل فريق من الكفار مع نبينا أو مع غيره -صلى الله عليه وسلم- من الأنبياء طلبوا شيئًا يرسله إليهم، لا، ليس الأمر على هواهم.

صِدقُ الرسل له علامات كثيرة يَتَحَثَّثُهَا الأعمى، صدق الرسل جميعًا، وليس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحسب، إنما كل الأنبياء الأدلة على صدقهم واضحة جلية باهرة، بالمعجزات وبغير المعجزات، بمضمون ما جاء به، لا يحتاج الأمر إلى معجزات، هو يقول: {هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} يعني: يريدون أن يقولوا: هو يعلن أنه لا يستطيع أن يصعد السماء، نعم هو لا يصعد بذاته ولا بقدرته. ومَن الذي قال: إن الإسراء والمعراج تم بقدرة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ والله -عز وجل- حين تكلم عن الإسراء والمعراج، أسنده إلى القوة القادرة عليه، وهي قوة الله تعالى، و {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ}! الله -عز وجل- هو الذي أسرى، وفي أي حديث من الأحاديث لم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم-: "رأيت مثلًا ليلة سَريت أبدًا"، لم يُسْنِد الفعلَ إلى نفسه، في أي رواية من الروايات، إنما: ((رأيت ليلة أُسري بي، أسري بي)) بالبناء للمجهول، هناك مَن أسرى به وهو الله -عز وجل- وهنا: {سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} أنا لا أفعل شيئًا إلا بإرادة الله، وبإذن الله -تبارك وتعالى-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015