الكريم وبنص الآية: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} ولذلك منكر الإسراء منكره كافر، هناك من يئوله، يؤوله ليس منكرًا له؛ لأنه يصطدم مع القرآن؛ لأنه ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة؛ لذلك تجرءوا على المعراج، لأن هناك الآيات في صدر سورة النجم تشعر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صُعد به إلى الملأ الأعلى، وحتى هذا من بين الشبهات التي أثاروها، أن المعراج لم يأتِ في القرآن وليكن، حتى لو لم نقل: إن آيات النجم لا تُحمل على المعراج: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} (النجم: 18) أو: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 16 - 18] يعني: لن ندخل في تفسيرها، حتى لو حملتموها على أن المراد ليس هو المعراج.
المعراج ثبت بالسنة، والسنة في ثبوتها الدليل المستمد منها في قوة الدليل المستمد من القرآن، دعنا واعتراضنا لن نتوقف عنده، المهم أن نتأكد من صحة الحديث، وقد ثبتت صحته ولله الحمد، فلسنا محتاجين إلى أن نقول: ثبت بالقرآن، يعني: هو في نظر كثير من العلماء أن المعراج أيضًا ثبت بالقرآن، لكن هذه قضية لن أتوقف عندها كثيرًا؛ لأنه ليس شرطًا أن يثبت كل شيء بالقرآن، وإلا لما كانت السنة من الأول، ونحن نتكلم هنا عن حجية السنة، وعن أنها يجب العمل بها.
إذن قضية ثبوت المعراج بالقرآن أو السنة قضية لا ولن تزعجنا، سآخذ من آخر الأمر، ولْنَقُل: ثبت بالسنة فقط -مع أنه ثابت بظاهر القرآن كما قلت- لكن حتى لو ثبت بالسنة فعلى العين وعلى الرأس.
إذن أبو بكر -رضي الله عنه- يعلمنا العقل، قياسه يقيس صعود النبي -صلى الله عليه وسلم- على نزول الملك، أي فرق بينه؟ من الذي يقول بالفرق بين هذا وذاك؟ أي فرق؟ الذي أنزل الملك