هذا عرض موجز لحديث الإسراء والمعراج وهو -كما قلنا-: حديث صحيح، ورد في أصح مصادرنا، وهو عند البخاري في أماكنَ متعددة؛ من بينها كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: هل أتاك حديث موسى، ومن بينها كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة، ومن بينها كتاب: مناقب الأنصار، باب: في المعراج، رواه مسلم في كتاب: الإيمان، باب: الإسراء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى آخره.
اقتصرنا هنا على البخاري ومسلم، ل كن كما قلت: هو موجود في كل كتب السنة المطهرة، التي هي مصادرنا التي نرجع إليها في كل أمور السنة، هذا الحديث ثبتت صحته، وه وعند المُحَدِّثين بإجماع، وعند علماء الأمة، وعند أهل السُّنة والجماعة، ثبتت صِحَّته عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
بدأ بِشَقِّ الصدر، وحادثة شَقّ الصدر تكررت في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- مرات عديدة، مجمع عند العلماء منها على ثلاثة، وشراح الحديث تكلموا عنها؛ ابن حجر وغيره، أشاروا إلى أنه شُق صدره الشريف وهو طفل في بادية بني سعد، وكان ذلك لنزع حظِّ الشيطان منه، وشُق صدره الشريف عند بدء الوحي، وكان ذلك لِيَتَهَيَّأَ لل تلقي عن الملك.
العلماء يقولون: إن الوحي في جوهره إما أن ينتقل المَلَك إلى الحالة البشرية، وهذه أخف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين يأتي المَلَك على هيئة بشر من البشر، كما في حديث جبريل، وكما كان يأتي على هيئة دِحْيَة الكلبي إلى آخره، وإما أن ينتقل المَلَك إلى إلى مرحلة الملائكية ليتم التفاعل، وهذه كانت شاقة وصعبة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} (المزمل: 5) وفي كتاب: بَدْء الوحي من