هذا الخلل سبَّب لهم خللًا شديدًا، هو السبب في إنكارهم لكثير من معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- وكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي رَأَوا بمنظارهم أنها تُخالف العقل.

ثم أيُّ عقل نسمح له أن ينظر في السنة، العقل الذي تربَّى على موائد الغرب، وتخرج في الجامعات الأجنبية، ولم يقرأ شيئًا عن الإسلام، ولا في الإسلام، وكل ما استقاه عن السنة وعن التفسر هو من كتب المتشرقين، أهذا يليق؟ أهذا يصلح؟ أهذا مقياس علمي أو ضابط دقيق يُرجع إليه؟ وندرك من قراءاتنا لكثير من انتقاداتهم أنهم لم يقرءوا حديثًا في البخاري ولم يقرءوا شروحَ العلماء الأجلاء كابن حجر، والعين، وغيرهم ممن شرحوا البخاري، أو شرحوا (صحيح الإمام مسلم) -رحمهم الله جميعًا- إنما استقوا كلامهم من المصادر المعادية للإسلام.

ملامح المدرسة العقلية

وهنا بسرعة أوضح أو أشير إلى بعض ملامح المدرسة العقلية:

أولًا: هم يقدمون العقل على النص، ويجعلون العقل قاضيًا على النص، وكثيرًا ما تقرأ في كتاباتهم النص يقبل التأويل. خلاصة الكلمة: نحن نقول بعقولنا وأفهامنا، ويجترءون على القرآن في فهمه، في مخالفة الأمة كلها لفهمه، هناك مثلًا مَن يطالب المساواة بين البنت والولد في الميراث؛ ضاربًا عرض الحائط بقوله -تبارك وتعالى-: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} (النساء: 11)، ويا أهل النص يا من ليست لكم عقول تفكر، أنتم وما تريدون في النص افهموه كما تريدون، أو أولوه كما تريدون، أما في السنة يجترءون عليها هي ليست من كلام الله، فالباب مفتوح لأن يقولوا: هذا حديث ضعيف، أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015