أمرنا بغض البصر: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} (النور: 30) إلى غير ذلك. ويغلب على الظن -كما قال ابن القيم- أن هذا ونحوه من وضع بعض الزنادقة الذين يفسدون على المسلمين دينهم.
أيضًا منها: أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا مثل قولهم مثلًا: "إذا كانت سنة كذا وقع كيت وكيت" و"إذا كان في شهر كذا" وكقول الكذاب الأشر -على وصف ابن القيم رحمه الله- "إذا انكسف القمر في المحرم كان الغلاء، والقتال، وشغل السلطان" يقول: وأحاديث هذا الباب كلها كذب مفترى.
أيضًا منها: أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق كحديث: "الهريسة تشدُّ الظهر "، "أكل السمك يُوهن الجسد "، الذي شكا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قلة الولد فأمره "أن يأكل البيض والبصل "، "أتاني جبريل بهريسة من الجنة فأكلتها فأعطيت قوة أربعين رجلٍ من الجماع "، "المؤمن حلو يحب الحلاوة" إلى آخر هذه العبارات الواضح منها أن الذين وضعوها صانعو الحلوى وما يشابههم، كل واحد صاحب مهنة يتعصب لها، ويضع فيها أحاديث يحاول أن يروج لها.
أيضًا الأحاديث التي وردت في العقل يقول: "أحاديث العقل كله اكذب" كقوله: "لما خلق الله العقل قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال: له أدبر، فأدبر فقال: ما خلقت خلقًا أكرم عليَّ منك، بك آخذ وبك أعطي " هذا كلام عجيب غريب، الحجة في الشرع هي للقرآن الكريم وللسنة المطهرة، وحديث: "لكل شيء معدن، ومعدن التقوى قلوب العاقلين" وهو يضع قاعدة كلية هنا أن كل أحاديث العقل مكذوبة مفتراة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.