فالذين يُعاندون سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يؤمنون بحجيتها هم الذين عاندوا القرآن وجحدوه، وجحدوا أحكامه وجحدوا آياته، واتبعوا منهجًا غير منهجه، وسبيلًا غير سبيله، نعم: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} نؤمن بكتاب الله -تبارك وتعالى- نؤمن بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، نؤمن بأنه الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- الذي يخبر عن الله -تبارك وتعالى- والذي هو أعلم هذه الأمة بمراد الله -تبارك وتعالى- والذي أوكل الله -تبارك وتعالى- إليه بيانَ القرآن الكريم للناس أجمعين إلى يوم القيامة، ويواصل مهمته أهلُ العلم الذين هم ورثة الأنبياء على ما استقرت عليه أفهام الأمة من سلفها إلى خلفها، ومن قديمها إلى حديثها، وأيضًا أجمع الجميع ممن يعتد بإجماعهم على ذلك من أهل السنة والجماعة، الذين نحن منهم بإذن الله -تبارك وتعالى-.
أيضًا آية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة: 3) نعم لا دلالة في هذه الآية على البعد عن السنة، ولا أي شبهة لا من قريب ولا من بعيد، كل الأمة مجمعة على أننا نأخذ الإسلام من القرآن الكريم، ومن السنة المطهرة، وهما المصدران الرئيسان للإسلام، وأحكامه، وتشريعاته، وعقيدته، وعبادته، وأخلاقه ... إلى آخره، والأدلة الأخرى التي يلجأ إليها العلماء على نقاشٍ فيما بينهم من القياس ومن الإجماع، إنما كل ذلك مرده إلى الله -تبارك وتعالى- في القرآن الكريم، وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- في السنة المطهرة.
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الذي هو دين الإسلام: {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} أتم الإسلام وكمل الإسلام، وتم تشريع الله، وكمل شرع الله الحنيف: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، الحمد لله، ونحن رضينا بالله -تبارك وتعالى-