البلاغ المبين عليه الصلاة
والسلام، فتحمل أصحابه من بعده الأمانة، وساروا على الطريق، فدعوا إلى الله عز وجل، وانتشروا في أرجاء المعمورة دعاة للحق، ومجاهدين في سبيل الله عز وجل، لا يخشون في الله لومة لائم، يبلغون رسالات الله، ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله جل وعلا، فانتشروا في الأرض غزاة مجاهدين، ودعاة مهتدين، وصالحين مصلحين، ينشرون دين الله، ويعلمون الناس شريعته، ويوضحون لهم العقيدة التي بعث الله بها الرسل، وهي إخلاص العبادة لله وحده، وترك عبادة ما سواه من الأشجار، والأحجار، والأصنام، وغير ذلك، فلا يدعى إلا الله وحده، ولا يستغاث إلا به، ولا يحكم إلا شرعه، ولا يصلى إلا له، ولا ينذر إلا له ... إلى غير ذلك من العبادات.
وأوضحوا للناس: أن العبادة حق لله، وتلوا عليهم ما ورد في ذلك من الآيات، مثل قوله سبحانه: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} ، {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} ،