ولقد جعل الله طاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- طاعة لجلاله: {وَمَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} .
ومن هنا فإن من يركز على "بشر" فقط من المستشرقين ومن لف لفهم إنما يتبع في ذلك زعم الجاهلين عندما قال: إنما أرى يتيم أبي طالب.
إن النظرة إلى الدعوة الإسلامية من الوسائل التي تثبت صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولقد تابع هذا الاتجاه العالم الكبير ابن خلدون فقال:
ومن علامتهم أيضا: دعاؤهم إلى الدين والعبادة: من الصلاة والصدق والعفاف.
وقد استدلت خديجة على صدقه -صلى الله عليه وسلم- بذلك وكذلك أبو بكر ولم يحتاجا في أمره إلى دليل خارج عن حاله وخلته.
وهرقل حين جاءه كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعوه إلى الإسلام أحضر من وجده في بلدة من قريش وفيهم أبو سفيان يسألهم عن حاله, ثم انتهى من مناقشته لأبي سفيان إلى قوله: "إن يكن ما تقول حقا فهو نبي وسيملك ما تحت قدمي هاتين".
وكان في الجو العربي نزعات تتجه نحو توحيد الله، لقد كان هناك الحنفاء الموحدون, والحمس الذين يفتخرون بالنسب إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام، وكان هناك غيرهم من الذين أشركوا مع الله غيره في العبادة لا في الخالقية فتصدت الدعوة الإسلامية إلى