والتشريع والعادات والتقاليد وجميع تحرك الإنسان على وجه الأرض تنفيذا للعهد الذي أوثق به الإنسان نفسه، ألست بربكم؟ قالوا: بلى.
وعناصر الدين أربعة:
مصدر هو الله الحق.
ونبي هو الرسول النبي المصطفى.
ووحي هو الموكل بالاتصال بالأنبياء.
وكتاب هو دستور الله للبشر.
ومن ثمار العهد المكي بناء الجماعة الإسلامية وتحديد خصائصها التي تملك القيادة الراشدة لبناء المجتمع الإسلامي مستقبلا، وكانت الشورى والعفو عن الجاهلين والانتصار للحق، وتحقيق العبودية لله في كل شيء، هي قاعدة هذه الخصائص التي امتلكتها وتمثلتها وحققتها الجماعة التي نيط بها بناء المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة، وقد خلصت من كل شوائب الحياة الدنيا، فعمرها ورزقها وولدها منح من عند الله تعالى, وهي في الكون تسير معه بقانونها الرباني الذي جاء من عند الله تعالى, وهي في الكون تسير معه بقانونها الرباني الذي جاء به الوحي الأمين، ولا تملك إلا السمع والطاعة والدعاء الرخي الندي:
{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} .
فدل ذلك على إعادة بناء المجتمع الإسلامي إنما يجب أن تبدأ من هذه المرحلة.
لقد أصبح المجتمع المكي فاسد الهواء سبخ الوجدان فكان لا بد من نقلة تسمح للدعوة أن تعبر فيها عن صلاحيتها ومواءمتها وأصالتها