{فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} 1.

وعلى حسب وجود هذه الآيات في سورها2 فقد تحداهم الله أولا أن يأتوا بسورة مثل سورة من القرآن، وسمح لهم أن يستعينوا بمن يشاءوا واستطاعوا إن كانوا صداقين في ادعائهم الافتراء.

ثم تحداهم بعشر سور مفتريات ليصححوا زعمهم أن القرآن مفترى، وأباح لهم الاستعانة بمن شاءوا وقدروا معه على خلق عشر سور مفتريات.

والذي يلاحظ هنا أن التحدي الأول ليس فيه قيد الافتراء, فوقع التحدي بسورة واحدة، للدلالة على أنه غير مقدور للبشر الإتيان بشيء مثله.

والتحدي الثاني فيه قيد المفتريات, فوقع التحدي بعقد كامل؛ لأنه لو كان مفترى كما يزعمون لكان أمره سهلا مقدورا, إذ ما يفعله واحد بنفسه يمكن أن يفعله الزاعمون به إنه لأمر جد يسير إذ استعانوا بمن يشاءونه من البشر.

فترقى القرآن من التحدي بسورة واحدة إلى عشر ملاحظ فيها هذا القيد, فكأنه تنازل مع الزاعمين من التحدي بالقرآن صافيا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015