الرَّحِيمِ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} , ومضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها, فلما سمع بها عتبة أنصت لها, وألقى بيديه خلفه أو خلف ظهره معتمدا عليها ليسمع منه1 حتى انتهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقام عتبة, وقد تغيرت معالم وجدانه وتقاسيم وجهه, وقال فيه قومه لما رأوه من بعيد: "نحلف بالله، لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به".
نعم، لقد جاءهم بوجه رق للإسلام ولقد قال لهم صراحة: "والله لقد سمعت قولا ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالكهانة يا معشر قريش! أطيعوني واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل, وبين ما هو فيه واعتزلوه, فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ, فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم, وإن يظهر على العرب, فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به"2.
والحكمة كأسلوب ووصف الكلمة التي تنتقل بها الدعوة هي أسلوب يؤدي به الداعية رسالته دون فضل يتحدث به أو شهوة في شهرة يعرف بها, وليس له منة على الدعوة, بل الله يمن عليه أن هداه إلى الإيمان.