وعلى هامش الموضوع فإن السؤال الذي ردده الدكتور هيكل في كتابه:

ومن حق مؤرخ محمد أن يسأل: كيف أمن محمد على أصحابه هؤلاء أن يذهبوا إلى أرض الحبشة, والنصرانية دين أهلها, دين كتاب, ورسولها عيسى يقر الإسلام رسالته, ثم لا يخاف عليهم فتنة كفتنة قريش, وأن تكون من نوع آخر1 يبدو في غير محله؟

والجواب عليه أن الحبشة لها دين وكتاب، ولكن أهلها, وجانب من قساوستها كانوا ينتظرون هذه البعثة المحمدية، ولقد خضلوا اللحى من دمع عيونهم لما قرأ عليهم جعفر سورة مريم, فالمقاييس التي يقاس بها السؤال هي مقاييس عصر المسيحية الاستعمارية الصليبية لا الدين السمح الذي كان أهله ينتظرون محمدا رسولا خاتما كما عرض في مرحلة التمهيد, ومواقف بحيرا ونسطورا.

إن عبارة النجاشي:

مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله، فإنه الذي نجد في الإنجيل، وإنه الذي بشر به عيسى بن مريم، انزلوا حيث شئتم والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه وأمر بهدايا الآخرين فردت إليهم2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015