ولذا فما كانت تحمل نفس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألما لواحد من المجابهين للدعوة العتاة القساة في تصرفاتهم نحو المسلمين الأول، فلقد كان يدعو ربه أن يعز الإسلام بأحد الرجلين اللذين أطنبا في السخرية بالإسلام والمسلمين، ففي الدلائل للبيهقي:

"اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك" 1.

قال في الخصائص رواية عن الطبراني: عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا عشية الخميس فقال:

"اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام". فأصبح عمر يوم الجمعة فأسلم2.

ولقد كان عقبة بن أبي معيط من كبار المستهزئين بالإسلام وبالمسلمين وكان كثير الأذى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال فيه -صلى الله عليه وسلم:

"كنت بين شر جارين أبي لهب وعتبة بن أبي معيط, إن كانا ليأتيان بالفروث فيطرحانها على بابي".

ومع هذا فإن صاحب الحلبية يروي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكثر من مجالسة عقبة بن أبي معيط3، ليدعوه إلى الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015