وَاعْلَم أَنما يَلِيق الرجل لخدمة السُّلْطَان إِذا حَافظ عشر قَوَاعِد، فَحِينَئِذٍ يَأْمَن من غضب الْمُلُوك، وَيبعد عَن شرورهم، وَيكون ذَا عزة عِنْد الْمُلُوك:

الْقَاعِدَة الأولى: يَنْبَغِي لأجناد الْملك وخدامه أَلا ينكروا على أَفعَال الْملك وأقواله، وَإِن كَانَت تِلْكَ الْأَقْوَال وَالْأَفْعَال مُنكرَة فِي الشَّرْع، بل الأجناد يمْنَعُونَ الْملك عَن مُنكرَات الشَّرْع بالتأني والتدريج.

الْقَاعِدَة الثَّانِيَة: هِيَ أَن يشْتَغل الأجناد والخدام جَمِيع أوقاتهم باستمالة قلب الْملك، وكل شَيْء يعْمل الأجناد والخدام، يَنْبَغِي أَن يكون على وَجه الْعُبُودِيَّة والخضوع.

الْقَاعِدَة الثَّالِثَة: هِيَ أَلا يُعَارض الْخَادِم للْملك بِالْحجَّةِ، وَلَا يُخَالف أَمر الْملك.

الْقَاعِدَة الرَّابِعَة: هِيَ أَلا يغتر الأجناد والخدام ببساطة وَجه الْملك واستمالته، وَلَا يَأْمَن من مكر الْملك، بل يعلم محبته من عطائه، فَإِن كَانَ عطاؤه كثيرا يعلم أَن محبته مَعَه كثير، وَإِن كَانَ عطاؤه قَلِيلا يعلم أَن محبته مَعَه قَلِيل، وَقَالَ الْحُكَمَاء:

ثَلَاثَة أَشْيَاء على مِقْدَار عقول أَرْبَابهَا: الْكتاب يدل على مِقْدَار عقل كَاتبه، وَالرَّسُول يدل على مِقْدَار عقل مرسله، والهدية تدل على مِقْدَار همة مهديها.

الْقَاعِدَة الْخَامِسَة: هِيَ أَن يحفظ الْخَادِم لِسَانه عَن الْخُصُومَة فِي حَضْرَة الْملك مَعَ رجل آخر، وَلَا يغْضب رجلا عِنْد الْملك، لِأَنَّهُ إِذا أغضب الْخَادِم رجلا عِنْد الْملك، فَكَأَنَّهُ يغْضب الْملك.

الْقَاعِدَة السَّادِسَة: إِذا كَانَت الأجناد أَو الخدام فِي خضرَة الْملك يتَوَجَّه بِعَيْنِه وإذنه إِلَى أَمر الْملك، ويمتثل بإشارته وَأمره.

الْقَاعِدَة السَّابِعَة: هِيَ أَن الْخَادِم إِذا خَاطب الْملك يَنْبَغِي للخادم أَن يكون لين الْكَلَام، وَيكون كَلَامه أَخفض من كَلَام الْملك، وَلَا يتحاج من الْملك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015