الْمَشْهُورَة، وأفدت كثيرا من شرحها الْمُسَمّى باسم الرَّوْض الْأنف لمؤلفه السُّهيْلي. وقابلت الْأَحَادِيث المبثوثة فِي الْكتاب على صَحِيح البُخَارِيّ ومسند أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وصحيح مُسلم وَسنَن أبي دَاوُد ومسند ابْن حَنْبَل. وعنيت بِمُقَابلَة نُصُوص الْكتاب عَامَّة على الفرعين اللَّذين استمدا مِنْهُ، وأقصد جَوَامِع السِّيرَة لِابْنِ حزم، وعيون الْأَثر فِي الْمَغَازِي وَالشَّمَائِل وَالسير لِابْنِ سيد النَّاس. وَقد أوضحت -فِيمَا أسلفت- العلاقة بَينهمَا وَبَينه وَكَيف أَنَّهُمَا يكادان يشبهان نسختين مِنْهُ: نُسْخَة كَامِلَة هِيَ نُسْخَة ابْن حزم وَقد دَخلهَا شَيْء من التَّصَرُّف، ونسخة نَاقِصَة هِيَ نُسْخَة ابْن سيد النَّاس، وَقد احتفظت بالنصوص الَّتِي نقلتها عَن الْكتاب على وَجههَا الدَّقِيق وأدائها الصَّحِيح. وَقد قابلت أَعْلَام الْكتاب وَصِحَّة أنسابها وضبطها على كتاب الْمُؤلف "الِاسْتِيعَاب فِي معرفَة الْأَصْحَاب" وأفدت مِنْهُ فَوَائِد جمة. وكل هَذِه المقابلات أثبتها فِي الهوامش. وَأثبت مَعهَا بعض الشُّرُوح اللُّغَوِيَّة وَبَعض التوضيحات. وَذكرت مَعَ كل فصل وَبَاب وفقرة مهمة المراجع الَّتِي بسطته أَو أجملته من أُمَّهَات كتب السِّيرَة والتاريخ وَالْأَخْبَار والْحَدِيث مثل مغازي الْوَاقِدِيّ وطبقات ابْن سعد وأنساب الْأَشْرَاف للبلاذري وتاريخ الطَّبَرِيّ وصحيح البُخَارِيّ والمحبر لِابْنِ حبيب والبداية وَالنِّهَايَة لِابْنِ كثير وَنِهَايَة الأرب للنويري والسيرة الحلبية وَغير ذَلِك مِمَّا يرَاهُ القاريء متناثرا فِي الهوامش.
وَلم أَتَّخِذ فِي الْكتاب رموزا من شَأْنهَا أَن تعقده. وكل مَا اتخذته فِيهِ من رموز هُوَ هَذِه العلامات الَّتِي جرى بهَا الِاصْطِلَاح فِي النشر وَالتَّحْقِيق:
و: وَجه الورقة من مخطوطة دَار الْكتب المصرية وتتبع رقمها.
ظ: ظهر الورقة من المخطوطة وتتبع رقمها أَيْضا.
: تدل هَذِه الْعَلامَة على بَدْء الصفحة التالية فِي المخطوطة وتوضع أَمَام رقمها.
" ": وَضعنَا هذَيْن القوسين دَائِما حول الْآيَات القرآنية تمييزا لَهَا.
[] واتخذنا هَاتين الحاصرتين لما سقط من المخطوطة وجلبناه من أُصُولهَا أَو فروعها أَو من مخطوطة الرِّبَاط.
وَالله -وَحده- أسأله أَن يوفقني بمنه وَكَرمه إِلَى الِاقْتِدَاء بسيرة خير خلقه وَخَاتم رسله. إِنَّه ولي الطول وَالْفضل، وَهُوَ حسبي وَنعم الْوَكِيل.
شوقي ضيف