فسلك عَلَيْهِ السَّلَام على طَرِيق الشَّام1 من الْمَدِينَة على جبل يقل لَهُ غراب، ثمَّ أَخذ ذَات الشمَال، ثمَّ سلك المحجة من طَرِيق مَكَّة، فأغذ2 السّير حَتَّى أَتَى وَادي غران بَين أمج وَعُسْفَان3 وَهِي منَازِل4 بني لحيان، فوجدوهم قد حذروا وتمنعوا فِي رُءُوس الْجبَال. فتمادى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِائَتي رَاكب حَتَّى نزل عسفان. وَبعث صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلَيْنِ من أَصْحَابه فارسين حَتَّى بلغا كرَاع5 الغميم، ثمَّ كرا ورجعا، وَرجع صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَافِلًا إِلَى الْمَدِينَة.

وَفِي غَزْوَة بني لحيان قَالَت الْأَنْصَار: الْمَدِينَة خَالِيَة منا وَقد بَعدنَا عَنْهَا وَلَا نَأْمَن عدوا يخالفنا إِلَيْهَا، فَأخْبرهُم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن على أنقاب الْمَدِينَة مَلَائِكَة، على كل نقب مِنْهَا ملك يحميها بِأَمْر اللَّه عز وَجل.

غَزْوَة 6 ذِي قَرَدَ 7

وَلما انْصَرف رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بني لحيان لم يبْق بِالْمَدِينَةِ [إِلَّا ليَالِي8 قَلَائِل حَتَّى أغار] عُيَيْنَة بْن حصن فِي بني عَبْد اللَّهِ بْن غطفان، فاكتسحوا لقاحا9 كَانَت لرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْغَابَةِ10، وَكَانَ فِيهَا رجل11 من بني غفار وَامْرَأَة لَهُ، فَقتلُوا الْغِفَارِيّ، وحملوا الْمَرْأَة واللقاح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015