ابْن سيد النَّاس فِي العنوان "انْظُر 1/ 115" رَاوِيا الحَدِيث الَّذِي سَاقه فِي مستهله وَكَثِيرًا من مَادَّة الْبَاب. ويعقد ابْن عبد الْبر عقب ذَلِك: "بَاب ذكر دُخُول بني هَاشم بْن عَبْد منَاف وَبني الْمطلب بْن عَبْد منَاف فِي الشّعب وَمَا لقوا من سَائِر قُرَيْش فِي ذَلِك" وينقله عَنهُ ابْن سيد النَّاس فِي 1/ 127 بحذافيره. ويتلوه بفصل عَن إِسْلَام الْجِنّ وَمَا جَاءَ فِيهِ من أَحَادِيث مُسندَة إِلَى ابْن مَسْعُود، وتتحول مَادَّة الْفَصْل كُله إِلَى سيرة ابْن سيد النَّاس فِي 1/ 136.

ويتحدث عَن عرض الرَّسُول الإسلامَ على قبائل الْعَرَب وَمَا كَانَ من اجْتِمَاع الْعقبَة الأولى وَالثَّانيَِة وَالثَّالِثَة. ويمزج ابْن سيد النَّاس بَين مَادَّة كتاب ابْن عبد الْبر وَغَيره من كتب السِّيرَة. وَمَا يلبث أَن ينْقل عَنهُ فِي 1/ 174 الْفَقْرَة الْخَاصَّة بِهِجْرَة عمر بن الْخطاب إِلَى الْمَدِينَة، كَمَا ينْقل عَنهُ فِي 1/ 199 مؤاخاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بَين الْمُهَاجِرين بَعضهم وَبَعض قبل الْهِجْرَة وجوانب من مؤاخاته بَين الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار. وَيخرج ابْن عبد الْبر إِلَى الْمَغَازِي فيتابعه غَزْوَة غَزْوَة مُقَارنًا فِي كثير من الْأَحْوَال بَينه وَبَين غَيره من رُوَاة السِّيرَة سَوَاء فِي الْأَخْبَار أَو فِي أَسمَاء الْأَعْلَام. ونراه يقف مثله بعد بعث عَبْد اللَّهِ بْن جحش، فيتحدث فِي 1/ 230 عَن صرف الْقبْلَة عَن بَيت الْمُقَدّس إِلَى الْكَعْبَة موردا من كتابي ابْن عبد الْبر: "التَّمْهِيد" والاستذكار" الرِّوَايَات الْمُتَعَلّقَة بالاختلاف فِي الصَّلَاة بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة هَل كَانَت إِلَى الْكَعْبَة أَو إِلَى بَيت الْمُقَدّس؟ وَقد نقل عَنهُ الْفُصُول الْخَاصَّة بِمن اسْتشْهد ببدر من الْمُسلمين، وَمن قتل وَأسر من كفار قُرَيْش فِي تِلْكَ الموقعة، مُصَرحًا بنقله عَنهُ "انْظُر 1/ 286" وَلَا يلبث أَن يلخص عَنهُ فِي 1/ 292 فصلا عقب بِهِ على تِلْكَ الموقعة. وَقد لَا ينْقل عَنهُ، وَلَكِن دَائِما يوازن بَينه وَبَين غَيره من رُوَاة السِّيرَة. ودائما يرجع إِلَى كِتَابه "الِاسْتِيعَاب" فِي موازناته ومراجعاته. وَقد نقل عَنهُ فِي 2/ 136 الْفَقْرَة الْخَاصَّة بِفَتْح خَيْبَر عنْوَة ومقاسم أموالها وناقشه مناقشة وَاسِعَة. وبهذه النقول الْكَثِيرَة عَن ابْن عبد الْبر تحولت سيرة ابْن سيد النَّاس فِيهَا إِلَى مَا يشبه نُسْخَة من كتاب الدُّرَر فِي اخْتِصَار الْمَغَازِي وَالسير، للمقابلة على النُّسْخَة الَّتِي ننشرها، وَقد أَصْلحنَا بهَا النَّص فِي غير مَوضِع ورددنا إِلَيْهِ سواقطه وأقمنا مَا أدخلهُ النَّاسِخ عَلَيْهِ من بعض التَّصْحِيف والتحريف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015