وهذا الكمال إنما يُنَالُ بالعلم ورعايته والقيام بموجبه وأعظم النقص نقص القادر على التمام وحسرته على تفويته، فَثَبَتَ أنه لا شيء أقبح بالإنسان من أن يكون غافلاً عن الفضائل الدينية، والعلوم النافعة والأعمال الصالحة، فمن كان كذلك فهو من الهمج الرعاع الذين يكدرون الماء ويقلون، إن عاش عاش غير حميد، وإن مات مات غير فقيد، وفقدهم راحة للبلاد والعباد، ولا تبكي عليهم السماء، ولا تستوحش له الغبراء (?).

الخلاصة: أنه ينبغي للمؤمن أن تكون همته عالية، يسعى إلى معالي الأمور وفيما يصلحه من أمر دينه ودنياه، وأن يبذل في ذلك الغالي والنفيس، وألا يكون ضعيف الهمة يحب الراحة والكسل، فإنه بقدر الكد تكتسب المعالي، ومن طلب العلا سهر الليالي (?).

قال الشاعر:

وَمَنْ رَاَمَ العُلا مِنْ غَيْرِ كَدٍّ ... أَضَاعَ العُمْرَ فِي طَلَبِ المُحَالِ

تَرُومُ العِزَّ ثُمَّ تَنَامُ لَيْلاً ... يَغُوصُ البَحْرَ مَنَ طَلَبَ اللآلِي

والحمد للَّه رب العالمين، وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015