الكلمة المئة وسبع وثلاثون: مقتطفات من سيرة أبي بكر الصديق

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

فهذه مقتطفات من سيرة علم من أعلام هذه الأمة، وبطل من أبطالها، صحابي جليل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، نقتبس من سيرته العطرة الدروس والعبر.

هذا الصحابي شهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشهد بدرًا وأحدًا والخندق، وغيرها من معارك المسلمين الفاصلة، ولم يفارق النبي - صلى الله عليه وسلم - لا في حضر ولا سفر، ولد بعد حادثة الفيل بسنتين وستة أشهر، صلى بالناس إمامًا في مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي مات فيه، وهو من أحب الناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنته، وهو أول من أسلم من الرجال، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها، وهو رفيق النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغار، وقد نال شرف صحبته في ذلك، وقد أنزل الله فيه قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة، قال تعالى: {إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ} [التوبة: 40].

قال عمر بن الخطاب: «لَو وُزِنَ إِيمَانُهُ بِإِيمَانِ الأُمَّةِ لَرَجَحَ إِيمَانُهُ». إنه صِدِّيق هذه الأمة أبو بكر، واسمه عبد الله بن أبي قحافة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015