الكلمة المئة وثلاث وعشرون: كلمة توجيهية للمدرسين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

فهذه بعض الوصايا التي أوصي بها نفسي وإخواني المدرسين، وأسأل الله تعالى أن ينفع بها.

أولاً: إخلاص النية لله تعالى في تعليمهم أبناءهم وإخوانهم الطلاب، وتربيتهم على ما يرضي ربهم جل وعلا، والصبر على ذلك احتسابًا للأجر منه، وابتغاء ثوابه، قال بعض أهل العلم: «الإخلاص هو ألا تطلب على عملك شاهدًا غير الله تعالى، ولا مجاز سواه، وهو حقيقة الدين، ومفتاح دعوة الرسل عليهم السلام، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5].

وقال تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ} [الأنعام: 161 - 163].

والإخلاص شرط لقبول العمل، فإن العمل لا يقبل إلا بشرطين:

الأول: أن يكون العمل ظاهره موافقًا لما شرعه الله في كتابه، أو بيّنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015