الإشارة إليه في الأحاديث هو جسر منصوب على متن جهنم، وهو صراط دقيق جدًّا كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال: «بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ، وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ» (?).

والصراط ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال السفاريني رحمه الله: والصراط شرعاً جسر ممدود على متن جهنم يرده الأولون والآخرون فهو قنطرة جهنم بين الجنة والنار وخُلِق من حين خلقت جهنم (?).

قال الشاعر:

أَمَامِي مَوْقف قُدَّامَ رَبّي ... يُسَائِلُنِي وَيَنْكَشِف الغِطَاءُ

وَحَسْبِي أَن أَمُر على صِراطٍ ... كَحَد السَّيْفِ أَسْفَلُهُ لَظَاءُ

روى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في حديث طويل: «ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ، وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ، وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْجِسْرُ؟ قَالَ: دَحْضٌ مَزِلَّةٌ - قال في الحاشية: «الدحض والمزلة بمعنى واحد وهو الموضع الذي تزل فيه الأقدام، ولا تستقر» - فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ، وَحَسَكٌ - الخطاف هو الحديدة المعوجة كالكلوب يختطف بها الشيء، والكلاليب هي حديدة معطوفة الرأس، ويعلق عليها اللحم، والحسك هي شوكة صلبة معروفة - فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ، وَكَالْبَرْقِ، وَكَالرِّيحِ، وَكَالطَّيْرِ، وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ، وَالرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015