فَقُلْنَا: قَدْ وَهَى فَنَحْنُ نُصْلِحُهُ. قَالَ: «مَا أَرَى الأَمْرَ إِلاَّ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ» (?).

ويتولد من طول الأمل الكسل عن الطاعة، والتسويف بالتوبة، والرغبة في الدنيا، والنسيان للآخرة، والقسوة في القلب، لأن رقته وصفاءه إنما يقع بتذكر الموت والقبر والثواب والعقاب وأهوال يوم القيامة، كما قال تعالى: {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} [الحديد: 16].

ولذلك يقول علي - رضي الله عنه -: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ: اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَطُولُ الأَمَلِ، أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَأَنَّهُ يَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ، ارْتَحَلَتْ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتْ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ، وَلاَ تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلا حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلا عَمَلٌ» (?).

وروى البيهقي في شعب الإيمان من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «صَلُحَ أَمْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بِالزُّهدِ وَاليَقِينِ وَهَلَكَ آخِرُهَا بِالبُخلِ وَالأَمَلِ» (?).

ومن مفاسد طول الأمل:

1 - نسيان الموت وأهوال الآخرة وما أعد اللَّه فيها من النعيم المقيم لأهل طاعته، ومن العذاب الأليم لأهل المعاصي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015