وروى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَنَا فَرَطُكُم عَلَى الحَوْضِ، مَن مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَن شَرِبَ لَم يَظْمَا أَبَدًا، وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُم وَيَعْرِفُوْنِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُم، فَأَقُوْلُ: إِنَّهُم مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوْا بَعْدَكَ. فَأَقُوْلُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَن غَيَّرَ بَعْدِي»، فَكَانَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا، أَوْ نُفْتَنَ عَنْ دِينِنَا (?).

قال ابن عبد البر: كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض، كالخوارج، والروافض، وسائر أصحاب الأهواء، قال: وكذلك الظلمة المسرفون في الجور وطمس الحق، والمعلنون للكبائر، قال: وكل هؤلاء يخاف عليهم أن يكونوا ممن عنوا بهذا الخبر، والله أعلم (?). اهـ.

ثانياً: عدم إعانة الولاة الظلمة على ظلمهم، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث كعب بن عجرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «أعاذَكَ اللهُ من إِمارَةِ السُّفهاءِ، قال: وما إمارةُ السفهاءِ؟ قال: أمراءُ يكونون بَعْدِي لا يَقْتَدُونَ بِهَدْيِي وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي فمن صَدَّقَهُم بِكَذِبِهِمْ وأعَانَهُم على ظُلْمِهِم فَأُولئكَ لَيْسُوا مِنِّي ولَسْتُ مِنْهُم ولا يَرِدُوا عليَّ حَوْضِي، ومنْ لَمْ يُصَدِّقْهم بِكَذِبِهِمْ، ولمْ يُعِنْهُم على ظُلْمِهِم فَأُولَئِك مِنِّي وأنا مِنْهم وسَيَرِدُوا عليَّ حَوْضِي» (?).

ثالثاً: الصبر على ما يصيب المؤمن من نقص في الدنيا، واستئثار غيره بها، روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015