ثالثًا: تركيز كثير من الأسر على أحوال الخاطب الدنيوية، من منصب، ومال، وجاه، فإن لم يتوفر ذلك اعتذروا عن قبوله، وإن كان من أهل الخلق والدين، وهذا مخالف لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِيْنَهُ، وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيْضٌ» (?).
رابعًا: استيلاء بعض الآباء الجشعين على رواتب بناتهم العاملات، وبالتالي يمنعونهن من الزواج حتى يستمروا في كسب هذه الأموال، وقد نهى الله عن عضل النساء، قال تعالى: {فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالمَعْرُوفِ} [البقرة: 232].
خامسًا: اعتذار كثير من الفتيات عن الرجل المتزوج، وهذا خطأ، فعلى المرأة أن تفكر بعقلها، فخير لها أن تبقى في ظل زوج على أن تكون عانسًا في بيت أبيها، وقد سبق ذكر الحديث: «إِذَا خَطَبَ إِلَيكُم مَن تَرْضَوْنَ دِيْنَهُ، وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيْضٌ».
والنساء يفوق عددهن الرجال، وهناك المطلقة، والمتوفى عنها زوجها، والتي كبر سنها ولم تتزوج، فلو اكتفى كل رجل بزوجة واحدة لبقي كثير من النساء من غير زواج، وهذا خلاف الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وفيه مفسدة عظيمة، ولذلك شرع الله للرجل تعدد الزوجات، قال تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3].