وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ، فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا فِي سَبِيلِ اللهِ وَيُعِدُّهَا لَهُ، فَلاَ تُغَيِّبُ شَيْئًا فِي بُطُونِهَا إِلاَّ كَتَبَ اللهُ لَهُ أَجْرًا، وَلَوْ رَعَاهَا فِي مَرْجٍ مَا أَكَلَتْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا أَجْرًا، وَلَوْ سَقَاهَا مِنْ نَهْرٍ كَانَ لَهُ، بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ - حَتَّى ذَكَرَ الأَجْرَ فِي أَبْوَالِهَا وَأَرْوَاثِهَا - وَلَوِ اسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ تَخْطُوهَا أَجْرٌ، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلاً، وَلاَ يَنْسَى حَقَّ ظُهُورِهَا وَبُطُونِهَا فِي عُسْرِهَا، وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي عَلَيْهِ وِزْرٌ فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا وَبَذَخًا وَرِيَاءَ النَّاسِ، فَذَاكَ الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ» (?).
وقوله: {وَالأَنْعَامِ وَالحَرْثِ} الأنعام: الإبل والبقر والغنم، والحرث الأرض المتخذة للغراس والزراعة، ثم قال تعالى: {ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا}، أي إنما هذا زهرة الحياة الدنيا وزينتها الزائلة، {وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ المَآَبِ}، أي حسن المرجع، ثم قال تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ} أي قل يا محمد للناس الذين زين لهم حب الشهوات من النساء والبنين، وسائر ما ذكرنا: أأُخبركم وأُعلمكم بخير وأفضل لكم من ذلك كله؟ ! {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [آل عمران: 15]، أنهار العسل واللبن والخمر والماء، وغير ذلك مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. {خَالِدِينَ فِيهَا}، أي ماكثين فيها أبد الآباد، {وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}، أي من الدنس والخبث والأذى، والحيض والنفاس، وغير ذلك مما يعتري نساء الدنيا، {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ} أي يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم بعده أبدًا، ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى: ... {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ} [التوبة: 27]، أي: أعظم مما أعطاهم من النعيم المقيم، {وَاللهُ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ}،