وحسنت نيته وأمن من الرياء، وأما من ضعف عن هذه الرتبة فالسر له أفضل. اهـ (?).

وقوله تعالى: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.

قال ابن القيم: وتأمل تقييده تعالى الإِخفاء بإيتاء الفقراء خاصة، ولم يقل: وإن تخفوها فهو خير لكم، فإن من الصدقة ما لم يمكن إخفاؤه، كتجهيز جيش، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك، وأما إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من الفوائد الستر عليه، وعدم تخجيله بين الناس، وإقامته مقام الفضيحة وأن يرى الناس أن يده هي اليد السفلى، وأنه لا شيء له؛ فيزهدون في معاملته ومعاوضته؛ وهذا قدر زائد من الإِحسان إليه لمجرد الصدقة مع تضمنه الإِخلاص .... إلى آخر ما قال (?).

وقد مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - صدقة السر وأثنى على فاعلها، وأخبر أنه أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، ولهذا جعله سبحانه خيرًا للمنفق، وأخبر أنه يكفر عنه بذلك الإِنفاق من سيئاته؛ ولا تخفى عليه سبحانه أعمالكم ولا نياتكم فإنَّه بما تعلمون خبير.

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ»، وذكر منهم: «وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ» (?).

وذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - صنفًا آخر يستحق ذلك التكريم، وهو الذي ذكر الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015